العرض
البرنامج
التسجيل
المنح الطلابية
الأسئلة الشائعة
الشركاء
برعاية
خلال العام الجامعي 2025-2026، تنظّم اللجنة العلمية لـالمنصة الجامعية للدراسات حول الإسلام فعاليّتين بعنوان “الأخلاقيّة والجماليّة في التراث الإسلاميّ”، ويُستهلّ البرنامج بندوة عبر الإنترنت يوم 16 أكتوبر 2025 في الساعة 16:00 (بتوقيت باريس)، تمهيدًا للمؤتمر الدولي الذي سيُعقد في قرطبة، بإسبانيا، من 10 إلى 14 فبراير 2026.
تحتلّ كلٌّ من الأخلاقيّة والجماليّة مكانةً أساسيّة في الفكر والتراث الإسلاميَّين. في التقليد الإسلاميّ، تندرج الأخلاقيّة في إطار البحث عن الفضيلة والتآلف مع المبادئ الإلهيّة. شكّلت مؤلّفاتُ الغزالي مرجعًا يُركَن إليه انطلاقًا من تحليل الفضائل الأخلاقيّة والروحيّة المتجلية فيها (إبراهيم موسى). كذلك، نُشرت دراسات وشروحات كثيرة عن علم القيم الأخلاقيّة في فكر ابن مِسْكَوَيْه، المتأثّر بالفلسفة اليونانيّة-العربيّة، لا سيّما حول كتاب تهذيب الأخلاق (محمّد أركون). وفي السياق نفسه، طرح محمّد عبده في رسالة التوحيد تفكيرًا إبداعيًّا حول الأخلاقيّة عندما ربط المبادئ العقليّة والروحيّة في التوحيد الإسلاميّ بالسعي إلى بناء مجتمعٍ متناسقٍ قائم على العدالة والحريّة الفرديّة. من ناحيتها، تستكشف الجماليّةُ الإسلاميّة رونقَ التجلّيات في الفنّ والعمارة والشعر، متقيّدة، أحيانًا كثيرة، بالبحث الروحيّ والرمزيّ. تُظهر أعمالُ أوليغ غرابار عن الفنّ الإسلاميّ، ونافيد كرماني عن الاختبار الجماليّ في القرآن، وكريستيان غروبير عن بلاغة الصورة في الإسلام، غنى هذا الميدان.
وبالرغم من أهميّة هذَين المفهومَين، غالبًا ما كان يتمّ تناولهما بصورةٍ منفصلة. على سبيل المثال، تعمّق المفكّرون في مضمون الأخلاقيّة في إطار الفلسفة الأدبيّة أو التصوّف، وفي الجماليّة في إطار الأبحاث عن الفنّ والمهارات. ندرت الأعمال التي سعت إلى استيعاب الترابط والتداخل والتجاذب بينهما، وكشف تبعات علاقتهما على التراث الإسلاميّ. يهدف هذا المؤتمر إلى تجاوز هذه الثغرة. ولأنّه يطمح إلى استجلاء الروابط العميقة، والملتبسة أحيانًا، بين الأخلاقيّة والجماليّة في السياقات الإسلاميّة (العربيّة، الفارسيّة، التركيّة، الصينيّة، …)، سيتبنّى مقاربةً تتصّف بتعدّد التخصّصات وتقبل المقارنة والحوار، وتجمع تطلّعات بينيّة إسلاميّة ومن سائر الديانات. وسيسعى في الوقت عينه إلى التفكير في كيفيّة جعل هذه العلاقات تضيء على القضايا الراهنة المتعلّقة بالهويّة والتصوّرات وحوار الثقافات.
تكمن فرادة هذا المؤتمر إذًا في الطموح إلى استكشاف الروابط بين الأخلاقيّة والجماليّة في الإسلام: كيف يتداخلان في الممارسة والتصوّر والخطاب وكيف يكونان في حالة تجاذب؟ وما هي التحدّيات المفاهيميّة والمنهجيّة التي يواجهها الباحثون لدى التفكير في ترابطهما؟
يهدف هذا المؤتمر، من خلال الاستناد إلى أمثلة تاريخيّة وثقافيّة وفنّيّة، إلى استكشاف تساؤلات حول التآلف بين الأخلاقيّة والجماليّة في التراث الإسلاميّ، وتجسيد قيم جماليّة في الحياة اليوميّة، واستغلال الفنّ لخدمة السلطة أو النزعة الإقصائيّة الدينيّة، وإدراج الفنّ كمساحة لقاءٍ مع الآخر، والتفكير اللاهوتيّ من أجل خلقّية تكترث لتراثٍ مضيافٍ للآخريّة/للآخر، والتوفيق بين حريّة الحركة الفنيّة والمسؤوليّة الأخلاقيّة.
يهدف المحور الأوّل إلى استكشاف الأبعاد التاريخيّة للعلاقات بين الأخلاقيّة والجماليّة في التراث الإسلاميّ، وارتباطهما بالكلمة والحقيقة، مدى تداخلهما في الفلسفة والتصوّف.
دراسات تاريخيّة عن الفنّ الإسلاميّ والمفاهيم الأخلاقيّة المرتبطة به: ما هي الروابط التي يمكن إقامتها بين أخلاقيّة الإبداع الفنّيّ ومعايير الجمال التي نمت في إطار الحضارة الإسلاميّة؟ على سبيل المثال، كيف ترجمت عمليًّا كلٌّ من الزخرفات الهندسيّة، الخطّ العربيّ والعمارة في القرون الوسطى القيمَ الأخلاقيّة والروحيّة؟ وكيف استجابت للإملاءات الأخلاقيّة؟
اللغة، الجماليّة والحقيقة: كيف وفّق النصُّ القرآنيّ الجماليّة والأخلاقيّة والبحث عن الحقيقة؟ كيف عوّلت البلاغة القرآنيّة، ارتكازًا على مفهوم الإعجاز، على جودة الأسلوب كوسيلةٍ للسلطة العقائديّة والأخلاقيّة؟ وما هي المناقشات اللّاهوتيّة أو الفلسفيّة التي تولّدت من جرّاء ذلك؟
تحليل النصوص التقليديّة والمعاصرة: تقدّم مؤلّفاتُ بعض المفكّرين، كالفارابي والغزالي وابن عربي، آفاقًا غنيّة عن التداخل بين الجماليّة والأخلاقيّة والروحانيّة. يستكشف الغزالي، مثلًا، كيفيّة اعتماد الجمال الحسّي دربًا نحو فهم الجمال الإلهيّ، ويُسلّط ابن عربي الضوء على الجماليّة الصوفيّة المرتبطة بالتأمّل في التوحيد الإلهيّ. واليوم، تندرج أبحاث سيّد حسين نصر في فكرٍ يوفّق بين الجماليّة والروحانيّة.
يشدّد المحور الثاني على التعابير الملموسة لتداخل الأخلاقيّة والجماليّة في الحياة اليوميّة، من خلال التمعّن بالممارسات والتصوّّرات والحدود التي فرضتها القواعد الدينيّة والثقافيّة.
آثار المحظورات الدينيّة على أشكال التعبير الجماليّ: أي البحث، من خلال النقاشات اللاهوتيّة والشرعيّة الراهنة، في المبرّرات الأخلاقيّة للمحظورات التي تتناول الرسم (الإيقونوغرافيا) والهندسة والموسيقى وغيرها من الفنون.
الجمال والممارسات اليوميّة: كيف تعكس الخيارات الجماليّة، في السكن، في النسيج، في الحرف اليدويّة أو حتّى في الملابس، قيمًا أخلاقيّة؟ يمكن مثلًا معالجة موضوع « الأزياء المحتشمة » (Modest Fashion) كنموذج معاصر عن تداخل الجماليّة والأخلاقيّة حيث يجمع اللباسُ بين احترام المبادئ الدينيّة والتطلّع إلى التعبير عن هويّةٍ إسلاميّة حديثة.
الحدود بين الفنّ الدينيّ والفنّ الدنيويّ: يمكن مثلًا الانطلاق من الرقص أو من المسرح اللّذَين أسّسا لمجالاتٍ جماليّة تتداخل فيها قيمُ الإسلام الأخلاقيّة، ولو أنّ البعض صنّفها كأشكالٍ من التعبير الدنيويّ. كما أنّ بعض الرقصات الصوفيّة، كالسماع أو حلقة الذكر المولويّة، هي تعابيرٌ عن التقوى الروحيّة، وقد أُعيد البحث فيها سعيًا إلى استعادتها بطريقةٍ متماشيّة مع الزمن الحديث. وكذلك تنطلق بعض التقاليد المسرحيّة، كمجالس التعزية في إيران وبعض المسرحيّات المعاصرة، من مواضيع دينيّة وتجعل من المسرح وسيلةً للتفكير الأخلاقيّ والروحيّ.
يكشف المحور الثالث كيف يمكن للجماليّة أن تكون مصدرًا للترحيب بالآخر أو تعبيرًا عن رفضه، مجالًا للقاءاتٍ بنّاءة أو مُهيمنة.
علاقات الجماليّة والسلطة: كيف يمكن للفنّ أنْ يغدو أداةً في خدمة مشروعٍ أخلاقيّ، أو على خلاف ذلك، أنْ يُتَّخَذ مساحةً للتجاوز؟ يصبو الأرب المرجو إلى كيفيّة استخدام الفنّ لدعم مشاريع أخلاقيّة واجتماعيّة، والتساؤل في الوقت عينه حول دوره الراجح في الاعتراضات، بخاصّةٍ في « فنّ الشارع » (Street art). أمّا بشأن العلاقة بين الفنّ والسلطة، فيمكن التعمّق في مقاربات مؤلّفِين معاصرين كمحمّد إقبال وسيّد قطب.
تراث وترحيب بالآخر: كيف يستطيع الإرث الجماليّ في الإسلام المساهمة في قيام خُلقيّة أكثر انفتاحًا وشموليّة في سياق التنوّع الثقافيّ والدينيّ؟ إنّ الإرث الإسلاميّ الجماليّ، لا سيّما من خلال فن العمارة، فنّ الخط والفنون البصريّة، هو مساحة ترحيب بالآخر واللقاء به. على سبيل المثال، يعكس تقليد الاستقبال في هندسة المساجد والخانات أو المدارس القرآنيّة فكرة ملاقاة الآخَر، سواء كان مؤمنًا أم لا. يمكن التعمّق أيضًا في التراث الإسلاميّ وفي تفاعلاته مع الثقافات والديانات الأخرى، كما جرى في الأندلس حيث تداخلت عناصر معماريّة مسيحيّة ويهوديّة في البنى الإسلاميّة. أمّا في السياقات الراهنة حيث تتعايش العمارة الإسلاميّة مع مساحاتٍ عامّة ذات ثقافة غير إسلاميّة، تُطرح الأسئلة حول كيفيّة تصميم مبانٍ تتفاعل مع بيئتها الثقافيّة على غرار بعض المشاريع المعماريّة كمسجد باريس الكبير والمركز الإسلامي في مانهاتن.
حوار الأديان والثقافات: كيف يمكن للفنّ الإسلاميّ أنْ يكون مساحة لقاء مع الآخَر وكذلك وسيلة لاستكشاف التوتّرات المتّصلة بالهويّات ولمدّ الجسور البنّاءة بين التقاليد المختلفة؟ في الإسلام، أثارت مسألة تصوّر الآخَر، وبخاصّةٍ الشخصيّات المسيحيّة أو اليهوديّة، تفكيرًا معقّدًا بشأن الحدود الواجب اعتمادها. يمكن مشاهدة هذا الحوار أيضًا في الفنّ المعاصر، حيث يستخدم فنّانون مسلمون الرموز الدينيّة أو التاريخيّة بأسلوبٍ يحثّ على التفاعل واللقاء مع التقاليد المختلفة. يمكن دراسة تأثير التقاليد الجماليّة السابقة للإسلام (الفارسيّة، الهلنستيّة، البيزنطيّة والسريانيّة) على انبثاق جماليّة إسلاميّة وأصدائها الأخلاقيّة. يمكن دراسة التبادلات الفنيّة بين العالمَين الإسلاميّ والمسيحيّ، لا سيّما في الهندسة المعماريّة والفنون الزخرفيّة في العصرَين الوسيط والحديث. يمكن التعمّق في تأثير الفن المعاصر على المجتمعات الإسلاميّة، حيث يستخدم الفنّانون رموزًا تقليديّة للتفكير في التوتّرات المتّصلة بالهويّات في عالمٍ تسوده العولمة.
التسجيل قبل 15 نوفمبر 2025 يتيح الاستفادة التلقائية من الأسعار المخفّضة.
هل أنت طالب؟ شارك في الندوة عبر الإنترنت وتقدّم بطلب للحصول على منحة لحضور المؤتمر في قرطبة في فبراير/شباط 2026
في إطار المؤتمر الدولي الخامس في قرطبة، تُقدِّم اللجنة العلمية للمنصة الجامعية للدراسات حول الإسلام منحًا للطلاب الراغبين في حضور المؤتمر. وتبلغ قيمة كل منحة 1200 يورو، وتغطي نفقات الإقامة للمرشحين المقبولين من 10 إلى 14 فبراير/شباط 2026 في قرطبة.
ستختار اللجنة العلمية المرشحين بناءً على مشاركتهم في الندوة عبر الإنترنت التي تنظّمها يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2025 عند الساعة 16:00، والتي تتناول قضايا الأخلاقيّة والجماليّة: الاستمرارية، التحوّلات وإعادة الابتكار في المجتمعات المسلمة.
خلال الندوة، سيقدّم ثلاثة باحثين، Maria del Mar Griera Llonch، Emilio Gonzalez Ferrin، وMohamed El Maâzouz، تحليلاتهم لتلك القضايا. ستُقدَّم المداخلات بثلاث لغات مختلفة (الإنجليزية، الفرنسية، العربية)، مع توفّر الترجمة.
على الطلاب الراغبين في التأهّل لحضور مؤتمر قرطبة تقديم ملف بحثي يهدف إلى تلخيص الحجج التي عرضها المتحدثون خلال الندوة.
أهداف الملف البحثي المطلوب:
التنسيق:
الموعد النهائي:
معايير التقييم:
المجموع من 20
نشجّع الطلاب على الاستفادة من المعارف المكتسَبة خلال الندوة وإجراء بحوث إضافية لصياغة تحليل علمي رصين، محكم الحُجّة وأصيل.
ستقيّم اللجنة العلمية للمنصة الملفات المقدَّمة، وستختار المستفيدين من المنح التي تمكّنهم من المشاركة في مؤتمر قرطبة.
ستجتمع اللجنة يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2025 لدراسة الملفات. ثم تُبلَّغ النتائج إلى المرشحين إلكترونيًا.
نقدّر اهتمامكم بمؤتمرنا ونشجّعكم بحرارة على المشاركة في الندوة، فهي فرصة ممتازة لنيل منحة ولحضور مؤتمر علمي دولي.
كطالب، أودّ التقدّم بطلب للحصول على منحة لتغطية جزء من رسوم التسجيل في المؤتمر. هل يجب عليّ التسجيل الآن في المؤتمر؟
لا، يُرجى انتظار ردّ المنصة الجامعية للدراسات حول الإسلام بشأن طلب المنحة حتى منتصف ديسمبر.
بصفتي باحثًا مشاركًا، قدّمت طلبًا للتكفّل بالتكاليف. هل يجب عليّ التسجيل الآن في المؤتمر؟
في حال تأكيد التكفّل بتكاليفك، فستُرسل إليك المنصة بحلول شهر سبتمبر رمز الخصم لاستخدامه عند التسجيل في المؤتمر. إذا كان لديكم أي استفسار، يُرجى مراسلتنا.
–